للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحاجة نفسه الذي كان يقدر الفكون ويجله. فهو الذي حدث أعضاء الوفد التونسي عن علمه وصلاحه وقيمته في بلده. فما كان منهما إلا أن كتبا له رسالتين ومعهما قصيدتان على عادة علماء ذلك الوقت. وكلاهما نوه بدور ابن الحاجة وأنه هو الذي كان وراء هذه المكاتبة. ويقول الفكون عن الرسالتين إن صاحبيهما قد أتقنا فيهما فنون الفصاحة والبلاغة. ولشدة حرص الفكون على هاتين الرسالتين ضمنهما كتابه (منشور الهداية). ومما يذكر أن إبراهيم الغرياني أخبر عن نفسه أنه كان عندئذ خديم الزاوية الشريفة بالقيروان. وأما محمد تاج العارفين فقد كان أحد علماء الزيتونة البارزين ولكنه لم يتول الإمامة بهذا الجامع إلا بعد رجوعه من الجزائر بل بعد عودته من الحج.

ونحن نعرف أن تاج العارفين كان قد سافر إلى الحج مع أحمد المقري من تونس سنة ١٠٣٧ وقد استمرت المراسلة بينه وبين الفكون بعد ذلك أيضا، إذ عثرنا على رد الفكون على رسالة تاج العارفين المذكورة، ولكنها بدون تاريخ (١) ومما يذكر أن الفكون أشار في رسالته إلى تاج العارفين إلى الصلات الوطيدة بين عائلته وعائلة تاج العارفين. فقد ذكر أن والده كان يتراسل مع جد تاج العارفين، وهو المعروف بأبي بكر والذي كان خطيب جامع


(١) انظر رسالة تاج العارفين ورد الفكون عليها في كناش الطواحني، المكتبة الوطنية - تونس، رقم: ١٦٦٤٧، وهي من صفحة ٩ - ١٣ منه. ولكن تنقصها بعض الخيارات. رسالة تاج العارفين من ص ٩ - ١١ ورسالة الفكون من من ١١ - ١٣، وتاريخ رسالة الأول منزل (قصر) جابر ١٠٣٧.
وليس في الثانية تاريخ. انظر هذه المراسلة في الملاحق أيضا.

<<  <   >  >>