ومصر. وكان الواسطة في هذه الصلة بينهما هو محمد بن باديس الذي حج وحمل جواب المقري للفكون عن إعراب ابن عطية للآية {ولأتم نعمتي عليكم}. كما أن المقري اتصل برسالة من الفكون ضمنها كتابه (نفح الطيب). ولكن رأيه في الفكون يختلف عن رأي هذا فيه. فهو عنده (علم قسنطينة وصالحها وكبيرها ومفتيها، سلالة العلماء الأكابر، ووارث المجد كابرا عن كابر)(١) ورغم أننا نعرف أن المقري توفي سنة ١٠٤١ فإننا لا نعرف متى جرت هذه المراسلات بين الرجلين، ولكن من الأكيد أنها كانت بين ١٠٣٧، سنة سفر المقري وسنة ١٠٤١ سنة وفاته.
ومن وصف الفكون للمقري ندرك أن الفكون لم يكن قد ذهب إلى الحج بعد.
وكانت للفكون مراسلات مع بعض علماء تونس، وعلى رأسهم محمد تاج العارفين العثماني وإبراهيم الغرياني القيرواني. ويبدو أن أول مرايلة بين الفكون وتاج العارفين كانت سنة ١٠٣٧ أثناء المناسبة التي أشرنا إليها وهي مجيء الوفد التونسي إلى قصر جابر للتصالح مع الوفد الجزائري الذي كان فيه أحمد بن الحاج صديق الفكون. ولعل الفضل في فتح هذه المراسلة يعود إلى ابن
(١) انظرها في (نفح الطيب) ٢٣٨/ ٣، لاحظ أن رسالة الفكون للمقري مؤرخة بشهر رجب سنة ١٠٣٨ وقد اعتذر فيها الفكون بأنه كان منشغلا بوفاة زوجته. ووعده فيها بأنه سيشرح (إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة) الذي ألفه المقري. ولكننا لا ندري إن كان قد وفى الفكون بذلك، رغم أنه قال له أنه سيحاول أن يتمه ويبلغه له أثناء موسم الحج الموالي (أي سنة ١٠٣٩). انظر رسالة الفكون في الملاحق.