للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السلطة والناس. ولا ندري ما موقف الفكون من حكم ولاة الجزائر على المفتي قدورة بالتوجه إلى اسطانبول مغضوبا

عليه (١) ولا شك أيضا أن الفكون قد قابل زميله قدورة في الجزائر حين توجه إليها سنة ١٠٦٠ لأمر يخصه مع ولاتها، كما سنرى.

وللفكون مراسلات مع أحمد المقري صاحب (نفح الطيب). ويبدو أنهما لم يلتقيا وجها لوجه. فقد فر المقري من المغرب حين ساءت فيه الأمور واتخذ بعض العلماء (ومنهم المقري) موقفا معارضا للسلطان. وخاف هو على نفسه فادعى الذهاب إلى الحج. ودخل مسقط رأسه تلمسان وموطن أجداده، ثم قدم إلى مدينة الجزائر وأقام بها مدة لا نعرفها، ولكنه اتصل بعلمائها ولعله حاول أيضا الاتصال بولاتها، ومن هناك توجه إلى تونس التي ركب منها البحر إلى مصر. فهل مر المقري في طريقه إلى تونس بقسنطينة؟ إن الفكون الذي تحدث عن زميله لم يشر إلى ذلك. ونعتقد أن لو فعل المقري ذلك لأخبر به الفكون. ومهما يكن من شيء فإن وصف الفكون له متناقض إلى حد كبير. فهو يصفه بالفصاحة والحفظ والشهرة الواسعة و (درة وقته وزمانه)، ثم يصفه باستعمال التقية واللجوء إلى أسلوب المداورة وحب المدح وتزيين الألفاظ وقلة التدقيق.

لقد دارت بينهما مراسلات عندما كان المقري في الحجاز


(١) عن ذلك انظر كتابنا (تاريخ الجزائر الثقافي) ترجمة سعيد قدورة، ١/ ٣٦٤، ط ٢.

<<  <   >  >>