آلات الطرب بيده، وحسده أهل بلده (تونس؟) وسعوا به إلى الوالي ققر منهم ولم يعد إلى تونس إلا على الحالة التي
سيذكرها. وقد قيل أنه قصد الحج فوصل مصر ولكنه لم يحج.
ولما رجع إلى تونس أغلق باب داره على نفسه ولم يخرج منها واتخذ طريقة صوفية وجمع المال الكثير، لكنه كان ينفق منه على الفقراء وأسرى المسلمين وتجديد المساجد وتشييد الزوايا. وقد أخبر الفكون أن الشيخ بلغيث لم يخرج من داره إلا لتزويج ابنته والمهم هو أن الفكون يقول أن له به صحبة ومراسلات رغم بعد الدار (تضمنها الوسائل من الجانين) ورغم غموض تعبير الفكون فإنه يبدو أن الشيخ بلغيث لم يعش في الجزائر، ولم يعرف الفكون عن كثب. ولا نعرف ما موضوع المراسلة التي كانت بينهما.
ومن الجزائر أيضا تراسل الفكون مع الشيخ سعيد قدورة.
وكان قدورة (والفكون يكتبه كدورة) هو خطيب الجامع الأعظم بالعاصمة. وكان يعتبر من كبار علماء عصره بل ومن صلحائه أيضا. وقد تولى وظائف الجامع الكبير حوالي ١٠٢٠ واستمر متقلدا لها إلى وفاته سنة ١٠٦٦ ثم خلفه ابنه محمد فيها إلى أن توفي سنة ١١٠٧ فالفكون إذن كان معاصرا له ولابنه. وهو يخبرنا بأنه كانت بينهما (الفكون وقدورة) محبة ورسائل. والظاهر أن هذه الرسائل كانت في شؤون علمية لأن الفكون لم يكن عندئذ قد تولى وظائفه التي تتشابه مع وظائف قدورة في الجزائر. ولا شك أن المراسلات قد تدعمت بينهما بعد ذلك إذ أصبح يجمعهما لا العلم فقط بل الوظيف والمسؤوليات المشتركة نحو