للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المغربي (حوالي سنة ١٠٢٣)، رغم أنه لا باع عنده في العلم، وقد أخذ عليه الفكون أنه أعاره مرة كتاب المكودي فلم يرجعه إليه. ولعل سبب المراسلات معه هو هذا الكتاب. كما تراسل مع ابن راشد الزواوي أيضا بعد رجوع هذا إلى بلده، وهو الذي تأثر به في علم النحو وكان شيخا له، كما سنرى. ونفس الشيء يقال عن الموهوب بن محمد الزواوي الذي حافظ على مراسلاته مع الفكون بعد رجوعه إلى بلده. وكذلك مع علي البهلولي (أبهلول)، ومع والد محمد وارث الهاروني (من متيجة).

وهناك شخصية أشاد بها الفكون وتراسل معها، وهو أحمد بن الحاجة. فقد كان ابن الحاجة يعمل قاضيا في ميلة ثم قسنطينة. وكان قد كلف بمهمة دبلوماسية دقيقة سنة ١٠٣٧، عندما انضم إلى الوفد الجرائري الذي ذهب للصلح مع الوفد التونسي في مكان يعرف بقصر جابر. وكان الوفد التونسي يضم من العلماء كلا من محمد تاج العارفين العثماني وإبراهيم الغرياني. وكان أحمد بن الحاجة هو الذي عرفهما بمكانة الفكون في قسطينة وحمل إليه منهما رسائل المدح والتنويه. فكان ابن الحاجة يراسل الفكون إذا بعد عنه ويشافهه إذا قرب منه، بل كان يدافع عنه إذا تعرض للأذى. ومن ثمة كانت بينهما علاقات حميمة رغم تقدم السن بابن الحاجة في ظاهر الأمر.

وللفكون مراسلات مع شخصية غريبة أخرى. كان الشيخ بلغيث المعروف بالقشاش قد استقر بتونس طلبا للعلم. وحصل له منه نصيب وافر حتى صار من أهل الفقه والمعرفة وقد استعمل

<<  <   >  >>