للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المغرب بما حدث للفكون معه، اعتذروا له وأخبروه أن الفاسي هذا شخص (خارجي) يسب آل البيت، بل كتبوا يردون على الفاسي. وأخيرا جاء الفاسي نفسه معتذرا للفكون عما بدر منه في حقه. وقد وصفه الفكون بأنه كان يتعاطى التدريس في قسنطينة ثم تولى الكتابة لبعض أمراء العرب (العبابسة) أهل الخيام، وأنه كان فصيح القلم ويستعمل الشعر وهو أغلب عليه، وكان يمدح أكابر الناس لينال الحظوة عندهم. ولما رجع إلى قسنطينة التف حوله أهل الفرق الذين كانوا يشربون الدخان، ويتظاهرون بالخنا ونظم الأشعار، ويستعملون الآلات الموسيقية، ويتغنون بالخمر، وكان الفاسي بالخصوص يثنى في شعره على الخمر، ويذكر ما قيل فيها من شعر عند الصوفية ومن وصف لأدواتها مثل الكأس والسكر والحان والدنان. ولما أنكر عليهم الفكون ذلك هجوه. ثم عاد الفاسي إلى مقر عمله عند العبابسة.

وكانت للفكون مراسلات ومساجلات مع أهل قسنطينة أيضا.

من ذلك ما نظمه فيه أحمد العطار من قصائد. وقال الفكون عن العطار أنه كان محبا له، ولكنه كان ضعيف العقل يدعي العلم ادعاء ومع ذلك تولى الفتوى. وكان العطار يعرف خطوط الرمل حتى قيل بموته انقطعت هذه الصنعة. وكان يخالط الدراويش (الفقراء) ويقول لهم أنه هو شيخهم. ويدعي لهم ظهور الكرامات على يديه، وكان شعره، كما يقول الفكون، مضحكا. وتراسل الفكون مع عدد من العلماء الذين جاؤوا للدراسة في قسنطينة ثم عادوا إلى أوطانهم. وقد ذكر منهم: محمد الفقيه الزواوي، وهو الذي قال عنه أنه تصدر للتدريس (بقسنطينة) بعد محمد السوسي

<<  <   >  >>