للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومحمد بن الحاج وإبراهيم بن أدهم، بالإضافة إلى الأخضري وزروق والوزان. فثورة الفكون إذن ليست على التصوف في حد ذاته ولكن على سوء فهمه واستغلاله، وليست على المتصوفة عموما ولكن على الدجالين المتعوذين أو (أدعياء الولاية) كما يسميهم، أولئك الذين اتخذوا تلاميذ من النساء والرجال، ونصبوا أنفسهم لإعطاء العهد وتلقين الأوراد، وكانوا يخالطون الظلمة والمفسدين، ويدخلون على النساء في بيوتهن، واستشهد لذلك بالشيخ بوكلب الذي تعلق بامرأة وتعلقت به حتى أنها كانت تبيت عنده وحملت منه فقالت إن الأولياء أعطوها له، كما استشهد بالشيخ بلقاسم الحيدوسي الذي كان يجتمع بالنساء غيبة وحضورا.

ويفهم من كلام من ترجموا للفكون، خصوصا الثعالبي والعياشي (١) أنه قد مر بتجربة جعلته (يتحول) من علوم أهل الظاهر إلى علوم أهل الباطن. وكان هذا التحول عندهم مدحا لا ذما، لأن علوم أهل التصوف أصبحت في القرن الحادي عشر أولى وأجدر بالدراسة والاهتمام من علوم أهل الظاهر. ما الذي جعل الفكون يتحول هذا التحول الخطير؟ لا أحد يذكر السبب. لقد عرفناه عقلانيا ينتقد البدع والخرافات وينكر استخدام الروحانيات والحضرات ونحوها. وعندما تحدث عن الشيخ


(١) الظاهر أن كل المترجمين الآخرين للفكون إنما أخذوا عن هذين المصدرين، وقل من رجع مباشرة إلى حياته في مصادرها الأخرى مثل (منشور الهداية).

<<  <   >  >>