للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نتحدث أيضا عن خصومه وحكمه عليهم، وكيف يرى البدعة وكيف يحدد مفهوم العالم، والحاكم، والدجال، القاضي، واللص، ونحو ذلك. وكيف يرى الحالة الاجتماعية في بلاده.

من أقوال الفكون: (من أعان ظالما سلطه عليه). وهو يقصد بالظالم الحاكم غير العادل أو الحاكم الجائر الذي لا يرعى حرمة الله ولا يرحم الرعية. ويشير بذلك إلى أدعياء العلماء وأدعياء الولاية الذين يتقربون إلى الحكام الظلمة لمساعدتهم على ظلمهم بتسخير علمهم من أجلهم أو تسخير تصوفهم لهم لينالوا بذلك حظوة ومالا وقد عاشت قسنطينة في عهده على هذا النموذج، وكتابه مشحون بذكر الناس الذين تولوا مناصب شرعية ومخزنية (رسمية) وهم ليسوا أهلا لها، وقد حصلوا عليها بالرشوة وطرق الحرام، ومن أجل ذلك دخلوا السجون وذاقوا المنافى وتعرضوا للموت. كما يمتلىء كتابه بالحديث عن أولئك الأولياء والدراويش الذين جعلوا معارفهم الصوفية في خدمة الحكام الظلمة واللصوص ليفوزوا منهم بالمال وحرية الشعوذة والنصب والاحتيال. والأمثلة على ذلك أكثر مما تذكر.

والفكون فيما نعلم قد صمت عن مدح الحكام العثمانيين في قسنطينة. ولكنه أيصا لا يرفضهم أو يؤيد الثورة ضدهم. وتسميتهم في كتابه متنوعة، فهم مرة (العجم)، ومرة (الترك) ومرة (العسكر)، أو السلطة، أو دار الإمارة. وقد يعرض بهم فيقول الحكام الظلمة. وقد يعرض بالظالم عموما فيتحدث عن فلان وارتكابه أمورا لا ترضي الله ورسوله فيقول عنه (لو كان في زمن

<<  <   >  >>