محتسب لله لكان له معه شأن وأي شأن!). تعريضا بنوم عين السلطة وغفلتها عن مثل هذا. وكثيرا ما ذكر تبادل الرشوة بين الحكام وسوء السلوك والاعتداء. وقد نظر بعين العطف إلى ثورة شيخه يحيى الأوراسي ضد هؤلاء الحكام، وأبدى عاطفة الأسف على مقتله غدرا. وكرر النكير على تواطىء السلطة المحلية مع من يسميهم: اللصوص والحرابة في الأرياف، ومن يسميهم أهل نوادي الفساد والخنا والخمور والدخان ونحوها في المدينة. وهو يقول عن تبادل المصالح بين بعض الأدعياء والحكام واستعمال سلاح الفرقة والتحالف والشرذمة: فلان يعطي الأمراء الجباية والخراج ليعينوه على الفريق الآخر الذي هو عدو له، أو يقول عن عالمين متنافسين: انحاز كل منهما إلى وال من الولاة يعتضد به على صاحبه، فكلما أقبلت دولة أحدهما أدبرت دولة الآخر. وقد يذكر أن فلانا كان يمتهن نفسه ويخدم الولاة ويعظمهم ويواليهم ويعطيهم الرشى وقد يصف أحدهم بأنه قد تعددت محنه في دار الإمارة وكثرت سجونه، وكثيرا ما يفر من الأوامر الواردة في الانتقام منه، وقد أغرم مرارا. وقد أشاد الفكون بموقف جده عندما أصر على مقتل اليهودي المختاري الذي كان، رغم إسلامه، قد سب الرسول، (ص)، ولم يبال (أي جده) بمعارضة كل من كانوا في المجلس بما فيهم الوالي والعسكر والقضاة.
وكان للفكون أحكام خاصة على (علماء) وأدعياء الولاية في عصره. ونود أن نسوق جملة من هذه الأحكام التي تعكس في نظرنا مقاييسه في العلم وأهله وفي الوظائف الشرعية وفي المستوى العلمي الشائع عندئذ. ولكننا نبادر إلى القول بأنه كان،