الكتاب ولكن تطور العلاقات بين الجزائر والمغرب حال دون تحقيق ذلك. وظلت النية معقودة والعزم متوفرا إلى أن حقق لنا الأخ الدكتور عبد الجليل التميمي هذه الأمنية وقدم لنا صورة منه مأخوذة عن نسخة المحاج التادلي المذكورة (١) وقد درسناها وأخذنا منها معلومات جديدة عن حياة الفكون وحياة مدينة قسنطينة في أوائل القرن الحادي عشر. وها نحن نقدم ذلك إلى القراء.
يذكر الفكون في نهاية كتابه أنه انتهى من (محدد السنان) يوم الجمعة أواسط شهر رجب من عام خمسة وعشرين بعد الألف (١٠٢٥). ولكنه يوضح أنه لم يعمل فيه النظر بعد وإنه إنما صاغه الصياغة الأولى فقط، أو كما نقول اليوم إنما هو في شكل مسودة لم تنقح. وهذه عبارته (هذا آخر ما رمت جمعه، وأردت من المولى العالم بالخنيات نفعه. ووافق الفراغ منه مسودة من غير تصحيح ولا إعادة نظر على يد مصنفه وكاتبه عبد الكريم بن محمد ابن عبد الكريم الفكون التميمي نسبا). ويبدو أن الفكون لم يعد أبدا إلى كتابه فينقحه ويصححه، أو أنه فعل ولكن النسخة التي وصلت منه إلى الحاج التادلي هي تلك التي لم تنقح ولم تصحح. لماذا؟ لأن الحاج التادلي قد اعترف أنه إنما نقل نسخته عن نسخة فيها تحريف وتصحيف، ولكنه لم يذكر أنها كانت بخط مؤلفها أو نسخة أخرى منقولة عن نسخة المؤلف غير
(١) بتاريخ شهر ديسبر، ١٩٨٢ بعد أن انتهينا من هذه الدراسة أخبرنا الشيخ محمد الثاذلي النيفر (أبريل ١٩٨٦) أنه يملك بتونس نسخة من (محدد السنان) فطلبناه في صورة منها، ولكنه ما يزال إلى الآن لم يفعل.