محاسن تلك الديار، وتنعمت نغمات رنات أوتار الأسطار، الكاشفة عن مخدرات بنات الأفكار، وكشف محياها من هو أهل لحمل من استوى (١) عليه من الأسرار، من الأحباء لله الأخيار، لا جرم إن زال قذا الحدقة ووافق شن طبقة أبدا (كذا) اللسان، ما رمقه البنان، وإن كنت لست من فرسان هذا الشأن، وممن يقعقع له بالشنان، فبادر مغتنما وتنضا مجيبا ومسلما، مع السؤال الأتم عليكم، وعلى من لاذ بكم، وصالح الدعاء وحلبه مع الوصاية بما هو معهود مني لكل محب متباعدا ودنا بمراقبة المولى سرا وعلانية، والوقوف ببابه تعالى رغبة ورهبانية، مع ادخار صالح الأعمال ليوم الافتقار، والوقوف بين يدي الملك الجبار، الذي لا تخفاه خافية، فما أعظم مصيبة من كان عمله عليه لا له، وما أشد حسرة من انسلخ من حلل هديه إلى سرابيل سعيه التي جعت (كذا) جزاه ووباله، فيا لها من رزية ما أشنعها، ومن بلية ما أدهاها وما أفضعها (كذا) ونداء الحق ينادي {اليوم تجزون بما كنتم تعملون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون}. جعلنا الله وإياكم ممن تلقاه المولى بالرضى والرضوان، ومتعه بالنظر إلى وجهه الجميل في بحبوحة الجنان، في كل وقت وأوان.
ولنكف العنان، لما سأذكره لكم الآن، وهو إنما (كذا) اتحفتموه من در نظامكم، المسفرة عن فصاحة خطابكم، احتوى على أن سبب الإتحاف هو ما شنف مسامعكم من سنيي الأوصاف فحذار حذار، هذه لفتة قرار، بلى أنا سن في أثواب الزور