للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أتقلب، وكم من حليم غره مني برقي الخلب، فصفاتي لا تسلم سلعتها من الغش، ولا يحصل نفقاتها إلا برذيلة النجش، وهلا إذا كان السبب اقتناص الأخوة بالنية، والصالحة التي يرجحن أن تكون صنفتها في العقبا (كذا) رابحة فنية، المرء أبلغ من عمله، ولا عليه من إصلاح المواخي أو خلله. وقد كان بيني وبين صهركم الشيخ الصالح سيدي أبي الغيث (١)، وإن كان هو يكتب بلغيث فله فيه وجه أدبي وحري، رحمه الله وغفر له، وبلغه من سني الدرجات ما أمله، من الإخاء لله والمحبة فيه ما أرجوا (كذا) أن نكون بها في القيامة من الفائزين، وأن تنزلنا المنزلة العليا في عليين، وأن نكون بها فما يراء الأهل بجنة كالدون العار في الأفق، حسبما ورد عن سيد المرسلين - (ص) - إلى يوم الدين.

ولعلك تصغر ولا تشعر، بما كان بين جدكم سيدي أبي بكر وبين الوالد من تكرار الود بالمراسلات، والحث من الجانبين على صالح الدعاء في الخلوات والجلوات. فوصلت الآن من انقطع بموت الجد واستصرم، والبادي أكرم. وحمدت الله لكم على ما أحييته برسالتكم من دارس الرفات، وما ذللتم بخطابكم من حزن الموات خصوصا في زمن طلع فيه نجم الأشرار، وأفلت نيرات الأبرار، وكسدت أسواق العلماء الأخيار. فالتسليم لله الواحد القهار.

جعلنا الله وإياكم ممن حملته على بساط القرب يد العناية، وتوج في الدارين بتاج أهل الحب والولاية، وسقانا من كأس


(١) هناك إضافة فوق اسم أبي الغيث، وهي (يعني القشاش).

<<  <   >  >>