للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى فريقين فريق بزعامة عائلة ابن عبد المؤمن وفريق بزعامة عائلة الفكون - قلنا حتى ذلك كان مجرد اختلاق لم تؤكده الوثائق (١)، وكل ما في الأمر أن عائلة عبد المؤمن قد ضعفت خلال العهد العثماني بينما ارتفعت حظوظ عائلة الفكون، وانتقلت إمارة ركب الحج من الأولى إلى الثانية. ولا نجد في كتابات الفكون التي تعرض بالتفصيل إلى أهل القرن السادس عشر (١٠ / هـ) والسابع عشر أية إشارة تعريضا أو تصريحا، يشم منها المس من قيمة عائلة ابن عبد المؤمن، بالعكس أنه عندما ذكر شخصا من هذه العائلة قال عنه (حبيبنا محمد، حفيد الشيخ عبد المؤمن).

معظم العائلات في قسنطينة كانت تعيش على العلم والتجارة والزراعة والعلم لأن قيمة العائلة كانت في تراثها العلمي وتنشئة أبنائها عليه من حفظ القرآن الكريم إلى تولية القضاء والفتوى والتدريس. ومن اعتناق المذاهب الصوفية إلى بناء الزوايا. إذن كان التراث العلمي لكل عائلة مما تعتز به وتفاخر بأنه طريقها إلى المجد والشهرة والنفوذ. وكانت التجارة هي عصب الحياة فمعظم العائلات كانت تتعاطى التجارة بطريقة أو بأخرى، بالجملة أو بالتفصيل في داخل المدينة فقط أو بالتعامل مع مدن السواحل وتونس. وكانت أسواق المدينة تغص بالواردين من شتى أنحاء الأقليم للتزود بالمواد الغذائية والبضائع المختلفة. فهؤلاء أهل زواوة وهؤلاء أهل الأوراس وهؤلاء أهل الصحراء، كلهم كانوا


(١) - مثل ما ادعاه شيربونو (روكاي، ١٨٥٦ - ١٨٥٧) ص ٩٧ - ٩٨ من أن الترك سمموا الشيخ عبد المؤمن خدعة وسلخوا جلده وحشوه تبنا وأرسلوه إلى الجزائر. وعينوا بدله شيخا من عائلة الفكون.

<<  <   >  >>