ساسي البوني. وفي الأزمنة المتأخرة أصبحت العائلة تعرف بعائلة ابن الفكون، وأحيانا بعائلة سيدي الشيخ.
ومهما يكن من شيء فإن عائلة الفكون قديمة في التاريخ. وقد ذكر لنا الفكون نفسه بعض أجداده الأبعدين والأقربين. فذكر من الأبعدين الجد عبد الرحمن الفكون الذي قال عنه:(الجد العبد الفقير إلى الله) وهو يريد بذلك أنه كان من الصالحين - وقال إن هذا الجد مدفون في زاويتهم القديمة التي آلت إلى عائلة ابن نعمون (منشور، ص ٧٠). كما يذكر أن جد جده (عبد الكريم الفكون الذي سمي هو على اسمه) هو محمد شقرون بن حليمة دفين رحبة قسنطينة المسماة آكدال. وقال عن هذا الجد (أي محمد شقرون) إنه كان (من الصلحاء وممن عمر، وظني أنه صاحب الدعوة من الخضر عليه السلام، حتى سمعت من الوالد أنه غيره من الأسلاف). (نفسه، ص ٢٣). ولكن الفكون لم يفصل في أجداده. فنحن لا نعلم من هو الأول في الترتيب مثلا: عبد الرحمن أو محمد شقرون، ولا نعرف تواريخ حياتهما ولعله هو أيضا لم يكن يعرف ذلك. وكلمة (غيره من الأسلاف) لم يوضحها أيضا، فمن هو الجد الذي كان صاحب الدعوة من الخضر، عليه السلام، إذن؟
أما من الأجداد الأقربين فقد ذكر منهم يحيى الفكون الذي ترجم له في كتابه (منشور الهداية)، وهو الجد الذي قلنا إنه مات مجاهدا بتونس حين قتل بجامع الزيتونة سنة ٩٤١ من قبل الجنود الإسبان. وتذهب بعض الروايات إلى أنه كان قد قصد تونس