للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منفيا من قسنطينة (١) وقد وصفه حفيده بأنه كانت له اليد الطولى في الفقهيات، وقال عنه إنه كانت له حاشية على المدونة ضمنها نوازل ووقائع قل أن توجد في المطولات. وكان يحيى الفكون قد تولى الفتوى وإمامة جامع الزيتونة، كما سبق. وكان هو رأس عائلة الفكون في مطلع القرن العاشر. وعندما توجه إلى تونس تبعه ابنه قاسم الفكون إليها. وأثناء حياة والده تولى قاسم وظيفة الإمامة بجامع البلاط بتونس أيضا. وبعد وفاة والده بالطريقة التي ذكرناها رجع إلى قسنطينة واستقر بها وتولى فيها وظيفة القضاء أيام دخولها في طاعة العثمانيين. ويرجح بعض المؤلفين أن قاسم الفكون قد تولى نفس الوظيفة (القضاء) التي اعتذر عنها عمر الوزان في رسالته إلى حسن آغا، ومما يؤكد هذا أن حفيده الذي نترجم له ذكر أن جده تولى وظيفة القضاء زمن الوزان بل باقتراح منه. (توفي الوزان سنة ٩٦٥ كما سبق (٢) وكان قاسم الفكون من العلماء المؤلفين أيضا. إذ يذكر له حفيده بعض (التقاييد) على كتاب التوضيح لابن هشام حشاه (بالتعاليق الرائقة، جمعها من عدة علوم وتصانيف شتى). والمعروف أن قاسم الفكون توفي أيضا سنة ٩٦٥.

وأقرب الجدود للمترجم هو عبد الكريم الفكون الذي يكتبه (أبا محمد). وإذا كان الجدان السابقان قد وجدا في زمن


(١) انظر فايسات (روكاي) ١٨٦٧، ٢٢١ - ٣٢٩.
(٢) لم يذكر الفكون أن جده قاسم تولى إمامة الجامع الكبير بقسنطينة أيضا. ولكن ميرسييه ذكر ذلك، إذ قال أنه تولى إمامة جامع البطحاء وهو الجامع الكبير. انظر (روكاي) ١٨٧٨، ص ٢٢٦.

<<  <   >  >>