للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طال في هذه الوظيفة (أكثر من أربعين سنة) (١) ولكن يبدو أن قوته المعنوية وتأثيره العلمي لم يكن في درجة أبيه الذي نتحدث عنه إذ لا نعرف له تاليفا ولا تذكر له المصادر السياسية مواقف بارزة كالتي كانت لأبيه. ولعل استقرار الأحوال في قسنطينة للسلطتين الزمنية في يد البايات والروحية في يد الفكون قد ساعد على هذا الخمول الذي عرفه عهد محمد الفكون. وقد خلف بدر الدين والده محمد الفكون سنة ١١١٤ في كل وظائفه أيضا ولكننا لا نعرف له أثرا علميا ولا سياسيأ. ويكاد الصمت يخيم على نشاط هذه العائلة في القرن الثامن عشر (١٢ هـ) لولا ظهور عبد الرحمن الفكون في عهد صالح باي، وبالضبط سنة ١٢٠٨ وذلك أن عبد الرحمن هذا هو الذي تقول الأخبار أنه سحب حمايته عن صالح باي بجذب برنسه عنه بعد أن اتهمت السلطة المركزية هذا الباي بمحاولة التمرد والاستقلال وحكمت عليه بالموت فكان سحب البرنس عنه إيذانا بالموافقة على تنفيذ الحكم فيه أما آخر أسماء آل الفكون عند احتلال قسنطينة فهو الشيخ (محمد؟) الفكون (٢) الذي كان على علاقة طيبة مع الحاج أحمد باي، آخر البايات.

وغداة الاحتلال عين الفرنسيون ابنه الشاب حمودة الفكون


(١) هو نفسه الشيخ الذي وصفه أحمد برناز في (الشهب المحرقة)، انظر دواستنا عن شعبان باشا في مجلة التاريخ، ١٩٨٥، وكتابنا (أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر) ج٢، ط ١، ١٩٨٦.
(٢) لم نجد له في الوثائق التي عندنا إسما، وإنما تذكره سيدي الشيخ، أو الشيخ الفكون.

<<  <   >  >>