للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نقول مع فايسات: أن عائلة الفكون في عهد توليها مشيخة الإسلام (لم تستعمل نفوذها في غير الشؤون الدينية ولم تتدخل، على الأقل مباشرة، في الشؤون السياسية، بل تركت السياسة للحكام واكتفت هي بحكم الأرواح)؟ (١) طبعا لا فقد رأينا الفكون أثناء ثورة ابن الصخري يقف موقفا سياسيا واضحا ضد الثورة، ورأينا حفيده يقف موقفا سياسيا صريحا ضد صالح باي في آخر الأمر، سنة ١٢٠٨ (١٧٩٣م)، كما رأينا حفيده الآخر يقف مع أحمد باي ضد الفرنسيين سنة ١٢٤٦ (١٨٣٠ م). ولعل هذا الموقف الأخير هو الذي حمل الفرنسيين على جعل إلغاء لقب شيخ الإسلام من أوائل إجراءاتهم بقسنطينة.

ومهما كان الأمر فإن عائلة الفكون ظلت تتوارث الوظائف المذكورة أبا عن جد وإبنا عن أب إلى احتلال قسنطينة من قبل الفرنسيين. فهذا محمد بن عبد الكريم الفكون خلف والده في إمامة الجامع الأعظم وفي كل ما لهذه الوظيفة من امتيازات سبق ذكرها. كما ناب عنه في قيادة ركب الحج حتى أثناء حياته عند عجز عبد الكريم على القيام بها شخصيا، كما يذكر العياشي في رحلته الثانية إذ لقى ابنه محمد الفكون قائما مقام أبيه. وقد توفي محمد الفكون هذا سنة ١١١٤ وبذلك يظهر أن نفوذه وتأثيره قد


هذا الكتاب مؤلف قبل سنة ١٠٤٨، ومعنى ذلك أن القائد ابن فرحات كان موجودا قبل هذا التاريخ. أما محمد بن فرحات الذي ذكره فايسات فقد جاء بعد فرحات باي، أي حوالي سنة ١٠٥٩، وهو يؤكد أنه تولى القيادة بعد أبيه سنة ١٠٧٥، كما سبق.
(١) فايسات، (روكاي)، ١٨٦٧، ص ٣٢١ وما بعدها.

<<  <   >  >>