ثم أمرت القوم أجمعينا ... تعوَّزوا القوت الذي يكفينا
وأصدروا العيس فقد روينا ... ثم اتركوا شرقيها يمينا
وفداً بحمد الله آمنينا ... غادين بالرضوان رائحينا
معرضين موضع في بلد وادعة ومهجرة قرية في المنضج، والشحاحة اللئيم يفتل الحبال أخرجه على فعالة، والمنين جماعة أمنّة الحبل ونص منين، ويقال المنين هو المنّة نفسها.
ثم اندهوا خوص المطايا الوسَّج ... إن مضحَّاها بغيل المنضج
مالك بالظليف من معرَّج ... فاطّلبي لوعثه من مخرج
تصبّحي الماء صباح المدلج ... ثم اشربي ريا بعذب حشرج
لا كدر الشَّرب ولا مزلج ... ثم اصدري منه لسد المنهج
كأن رحلى ذا العشاء المدمج ... شد على ظهر الظليم الأخرج
غيل المنضج غيل عليٍّ من وادعة. المنضج نقيل عظيم، والظليف جبل في رأس المنضج وسدّ المنهج قصدك يقال: أغن سدَّك وأنا أغني سدِّى أي جانبي، والخرجة لون من ألوان النعام سواد في أقل منه في البياض.
ثم انجردن العيس ناجيات ... مثل السِّعالي بأقاويات
أو كالقطا الكدري قاربات ... إلى شتات متواهقات
يجتبن وجه الأرض ذا الموماة ... للفيض من ريَّة عامدات
من الطلاح متطلعات ... إلى بريد الصخر من ثلاث
رحن بحمد الله سالمات ... يا رب سلمها من العلاّت
أقاويات أنجد يمثل ببردها، وشتات وثلاث وريَّة مواضع، والطلاح موضع طلحة الملك، وكل هذه المواضع في بلد وادعة من همدان وهي من أحواز أرينب.