للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الرابع: دعوى الكاتب أن الشيخ محمدًا يكفر المتكلمين ومنهم الأشاعرة .. ».

كذب وبهتان، فأين موطن هذا من كتب الشيخ؟

﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة: ١١١، والنمل: ٦٤].

وقد تقدم في ثنايا هذا الرد النقل عن الشيخ أنه لا يكفر إلا مَنْ دلت النصوص على كفره وقد قامت عليه الحجة بذلك؛ بل صرح بأنه لا يكفر «إلا مَنْ عرف دين الرسول، ثم بعدما عرفه سبه ونهى الناس عنه» (١).

وأما الأشاعرة، فهم وإن وقعوا في البدع، وانحرفوا عن طريقة أهل السنة في باب الصفات وغيره إلا أن الشيخ لم يكفرهم، بل كان يصفهم عند ذكرهم بالبدعة، وهذا هو الذي درج عليه أئمة أهل السنة قبل الشيخ، وبعده أنهم يبدعون الأشاعرة ولا يكفرونهم.

يقول الشيخ محمد في سياق رده على بعض المخالفين: «وقوله أيضًا: ويثبتون ما أثبته الرسول : السمع، والبصر، والحياة، والقدرة، والإرادة، والعلم، والكلام … إلى آخره، وهذا أيضًا من أعجب جهله، وذلك أن هذا مذهب طائفة من المبتدعة يثبتون الصفات السبع وينفون ما عداها ولو كان في كتاب الله ويؤولونه» (٢).

فوصف أصحاب هذا المذهب وهو (مذهب الأشاعرة) بأنهم «طائفة من


(١) انظر: (ص ١٢٤، ١٢٨) من هذا الكتاب.
(٢) مجموع مؤلفات الشيخ (٣/ ٧٤).

<<  <   >  >>