للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبتدعة»، ولم يقل: «من الكفار»، وفي هذا دليل على عدم تكفيره للأشاعرة، والشواهد من كلامه في هذا المعنَى كثيرة.

الوجه الخامس: دعوى الكاتب أن الشيخ يكفر العلماء والقضاة من أتباع المذاهب الأربعة.

هذا من أبطل الباطل؛ فالشيخ متبع للأئمة الأربعة، كما صرح بذلك في قوله: «فنحن مقلدون الكتاب والسنة، وصالح سلف الأمة، وما عليه الاعتماد من أقوال الأئمة الأربعة؛ أبي حنيفة النعمان بن ثابت ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس وأحمد بن حنبل » (١).

فكيف يعقل بعد هذا أن يكفر الشيخ أتباع الأئمة الأربعة وهو منهم؟!

وقد كان الشيخ يعتني بكتب العلماء المتأخرين من أتباع الأئمة الأربعة، وأهل الحديث ويأخذ ما وافق الحق منها.

يقول : «وأما المتأخرون- فكتبهم عندنا فنعمل بما وافق النص منها، وما لا يوافق النص لا نعمل به» (٢).

وكان يطلب من مخالفيه مناظرتهم بكلام علماء مذاهبهم الفقهية، فيقول: «قلت لهم: أنا أخاصم الحنفي بكلام المتأخرين من الحنفية، والمالكي والشافعي والحنبلي، كُلٌّ أخاصمه بكتب المتأخرين من علمائهم الذين يعتمدون عليهم، فلما أبوا ذلك نقلت كلام العلماء من كل مذهب لأهله وذكرت كل ما قالوه» (٣).


(١) مجموع مؤلفات الشيخ (٣/ ٥٥)، والدرر السنية (١/ ٩٧).
(٢) مجموع مؤلفات الشيخ (٣/ ٥٨)، والدرر السنية (١/ ١٠٠).
(٣) مجموع مؤلفات الشيخ (٣/ ٨٨).

<<  <   >  >>