للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإطلاق القول بتكفير مَنْ قال: القرآن مخلوق ثابت عن طائفةٍ كبيرةٍ من السلف (١).

وكذلك تكفير بعض السلف مَنْ أنكر القدر كقول ابن عباس: «كلام القدرية كفر» (٢).

وكلامهم في هذا كثير مشهور عند أهل العلم.

والمقصود: أن النصوص قد جاءت وكذلك أقوال السلف بإطلاق الكفر على بعض الأعمال المكفرة، ولكن هذا لا يستلزم تكفير مَنْ قام به هذا العمل المكفر من المعينين حتى تقام عليه الحجة وتتحقق فيه شروط تكفير المعين.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : «والتحقيق في هذا: أن القول قد يكون كفرًا كمقالات الجهمية الذين قالوا: إن الله لا يتكلم، ولا يُرَى في الآخرة، ولكن قد يخفى على بعض الناس أنه كفر، فيطلق القول بتكفير القائل كما قال السلف: مَنْ قال: القرآن مخلوق فهو كافر، ومَن قال: إن الله لا يُرَى في الآخرة فهو كافر، ولا يكفر الشخص المعين حتى تقوم عليه الحجة» (٣).

والتكفير المطلق له مرتبتان (٤): تكفير بالوصف الأعم؛ كأن يقال: مَنْ قال القرآن مخلوق فهو كافر، وتكفير بالوصف الأخص؛ كأن يقال: الجهمية كفار.


(١) انظر الآثار في هذا في: الشريعة للآجري (ص ٧٩ - ٨٢)، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (٢/ ٢٥١، ٢٥٢).
(٢) رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٤/ ٦٤٤).
(٣) مجموع الفتاوى (٧/ ٦١٩).
(٤) انظر: إحياء علوم الدين للغزالي (٣/ ١٢٣).

<<  <   >  >>