وله طريق أخرى رواه أبو الفرج النهرواني في الخامس والتسعين من "الجليس الصالح" له من طريق محمد بن عنبسة بن حماد، حدثنا أبي عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار، عن أنس، رفعه: لما عرج بي إلى السماء بكت الأرض من بعدي، فنبت اللصف من بكائها، فلما أن رجعت قطر من عرقي على الأرض، فنبت ورد أحمر، ألا من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد الأحمر، ثم قال أبو الفرج: اللَّصَف الكَبر، قال: وما أتى به هذا الخبر فهو اليسير من كثير مما أكرم اللَّه تعالى به نبيه، ودل على فضله ورفيع منزلته، قال: وقد روينا معناه من طرق، لكن حضرنا منها هذا فذكرناه، انتهى. ولأبي الحسين ابن فارس أيضاً مما عزاه لهشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً: من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد الأحمر.
٢٦٢ - حديث: إن حدثت أن جبلاً زال عن مكانه فصدق، وإن حدثت أن رجلاً زال عن خليقته فلا تصدق، ابن وهب في القدر له من حديث عقيل بن خالد، عن ابن شهاب الزهري رفعه مرسلاً بهذا، وأخرجه أحمد في مسنده من حديث الزهري عن أبي الدرداء ﵁، قال: بينما نحن عند رسول اللَّه ﷺ نتذاكر ما يكون، إذ قال رسول اللَّه ﷺ: إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا، وإذا سمعتم برجل زال عن خلقه فلا تصدقوا، فإنه يصير إلى ما جبل إليه، وهو منقطع، فالزهري لم يدرك أبا الدرداء، ولكن له شواهد منها ما في الأمثال للعسكري من حديث أبي هريرة مرفوعاً: إن تغير الخُلق كتغير الخَلْق، إنك لا تستطيع أن تغير خَلقه، حتى تغير خُلقه، ومنها ما في المعجم الكبير للطبراني من حديث عبد اللَّه بن ربيعة، قال: كنا عند ابن مسعود، فذكر القوم رجلاً، فذكروا من خلقه فقال ابن مسعود: أرأيتم لو قطعتم رأسه أكنتم تستطيعون أن تعيدوه، قالوا: لا، قال: فيده، قالوا: لا، قال: فرجله، قالوا: لا، قال: فإنكم لن تستطيعوا أن تغيروا خُلقه حتى تغيروا خَلقه، ومنها ما في "أنس العاقل" لأبي النرسي من حديث إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، أنه سمع جده أبا إسحاق يقول لأبيه يونس المذكور: يا أبا اسرائيل! إن بلغك أن رجلاً مات فصدق، وإن بلغك أن غنياً افتقر فصدق، وإن بلغك أن فقيراً أفاد