البلية، فإنها مولعة بمن تشرف لها، إن البلاء موكل بالكلام، ورواه الديلمي أيضاً من حديث عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء مرفوعاً: البلاء موكل بالمنطق، ما قال عبد لشيء: واللَّه لا أفعله، إلا ترك الشيطان كل شيء، وولع به حتى يؤثمه، وكذا هو عند الدارقطني، ورواه العسكري من حديث محمد بن أبي الزعَيْزِعَة عن عطاء بن أبي رباح عن أبي الدرداء رفعه بلفظ الترجمة خاصة، وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت من حديث جرير بن حازم عن الحسن رفعه مرسلاً: البلاء موكل بالقول، بل عنده من حديث إبراهيم النخعي، قال: إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أُبتلي به، وفي الباب عن أنس (١). أشار إليه الديلمي، وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات من حديثي أبي الدرداء وابن مسعود، ولا يحسن بمجموع ما ذكرناه الحكم عليه بذلك، ويشهد لمعناه قول النبي ﷺ للأعرابي الذي دخل عليه يعوده، وقال له: لا بأس، فقال له الأعرابي: بل هي حمى حتى تفور، إلى آخره: فنعم إذاً. وأنشد القاضي ابن بهلول:
لا تنطقن بما كرهت فربما … نطق اللسان بحادث فيكون
وأنشد غيره:
لا تمزحن بما كرهت فربما … ضرب المزاح عليك بالتحقيق
٣٠٦ - حديث: بيت المقدس أرض المحشر والمنشر، ابن ماجه في سننه من جهة ثور بن يزيد عن زياد بن أبي سودة عن أخيه عثمان عن ميمونة مولاة النبي ﷺ، قالت: قلت يا رسول اللَّه، أفتنا في بيت المقدس؟ قال: أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره، الحديث، وهكذا هو عند أبي علي ابن السكن وغيره من حديث ثور، وروي عن ثور أيضاً بدون عثمان، وكذا هو عند أبي داود من حديث سعيد بن عبد العزيز عن زياد بدون ذكر أخيه أيضاً، وبدون محل الشاهد منه، وكذا رواه معاوية بن صالح عن زياد، لكن كلفظ ابن ماجه.
٣٠٧ - حديث: بيت المقدس طست من ذهب مملوء عقارب، هو في فضائل