للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وهكذا أخرجه ابن عدي في كامله، ومن طريقه البيهقي في الشعب، وابن الجوزي في العلل المتناهية، لكن مرفوعاً، وهو باطل مرفوعاً، وموقوفاً، وقول ابن عدي، ثم البيهقي: إن الموقوف معروف عن الأعمش، يحتاج إلى تأويل، فإنهما أورداه كذلك بسند فيه من اتهم بالكذب والوضع، بسياق يجل الأعمش عن مثله، وهو أنه لما ولى الحسن بن عمارة مظالم الكوفة بلغ الأعمش فقال: ظالم ولى مظالمنا، فبلغ الحسن، فبعث إليه بأثواب ونفقة، فقال الأعمش: مثل هذا ولي علينا يرحم صغيرنا، ويعود على فقيرنا، ويوقر كبيرنا، فقال له رجل: يا أبا محمد ما هذا وقولك فيه أمس؟ فقال: حدثني خيثمة، وذكره موقوفاً، وأخرجه القضاعي مرفوعاً من جهة ابن عائشة، حدثنا محمد بن عبد الرحمن، رجل من قريش، قال: كنت عند الأعمش، فقيل: إن الحسن بن عمارة ولى المظالم، فقال الأعمش: يا عجبا؟ من ظالم ولي المظالم، ما للحائك ابن الحائك والمظالم، فخرجت، فأتيت الحسن فأخبرته، فقال: علي بمنديل وأثواب، فوجه بها إليه، فلما كان من الغد، بكرت إلى الأعمش فقلت: أجري الحديث، قبل أن يجتمع الناس، فأجريت ذكره، فقال: بخ بخ، هذا الحسن بن عمارة ولي العمل وما زانه، فقلت: بالأمس، قلت: ما قلتَ؟ واليوم تقول هذا، فقال: دع عنك هذا، حدثني خيثمة عن ابن مسعود مرفوعاً، فقد كان زاهداً، ناسكاً، تاركاً للدنيا، حتى وصفه القائل بقوله: ما رأيت الأغنياء والسلاطين عند أحد أحقر منهم عنده (١) مع فقره وحاجته، وقال آخر: إنه فقير، صبور، محانب للسلطان، ورع، عالم بالقرآن، وربما يستأنس له بما يروى: اللَّهم لا تجعل للفاجر عندي نعمة يرعاه بها قلبي، وبحديث: الهدية تذهب بالسمع والبصر، وهو ضعيف، والكلام في هذا كله مبسوط في الأجوبة الحديثية.

٣٦٦ - حديث: الجبن والجرأة غرائز يضعها اللَّه حيث يشاء، البيهقي في السنن من حديث شعبة عن أبي إسحاق، عن حسان بن فائد، عن عمر بن الخطاب أنه قال: الشجاعة والجبن غرائز في الناس، تلقى الرجل يقاتل عمن لا يعرف، وتلقى الرجل يفر عن أبيه، وهو عند أبي يعلى، ومن طريقه القضاعي من حديث معدي بن سليمان، حدثنا ابن عجلان هو محمد عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً: كرم المؤمن


(١) يعني الأعمش.