أَمر تكرهه إِلا جعل الله فيه للمؤمنين فرجًا ومخرجًا كما سبق نظيره في التيمم.
تنبيه جليل: على وهمين وقعا في حديث الإِفك في صحيح البخاري:
أَحدهما قول علي ﵁:"وسل الجارية تصدقك" قال: فدعا رسول الله ﷺ بريرة. ." وبريرة إنما اشترتها عائشة وأَعتقتها بعد ذلك. ويدل عليه أَنها لما أُعتقت واختارت نفسها، جعل زوجها يطوف وراءَها في سكك المدينة ودموعه تتحادر على لحيته. فقال لها:ﷺ "لو راجعتيه" فقالت: "أَتأْمرني؟ " فقال: "إِنما أَنا شافع". فقال النبي ﷺ: "يا عباس أَلا تعجب من حب مغيث لبريرة وبغضها له" والعباس إِنما قدم المدينة بعد الفتح. والمخلص من هذا الإِشكال: أَن تفسير الجارية ببريرة مدرج في الحديث من بعض الرواة، ظنًا منه أَنها هي. وهذا كثير [اً] ما يقع في الحديث من تفسير بعض الرواة، فيظن أَنه من الحديث وهو نوع غامض لا ينتبه له إِلا الحذاق.
ومن نظائره ما وقع في الترمذي وغيره من حديث يونس بن أَبي إِسحاق عن أَبي بكر بن أَبي موسى عن أَبيه قال: "خرج أَبو طالب إِلى الشام وخرج معه النبي ﷺ في أَشياخ من قريش (فذكر الراهب وقال في آخرها:) فرده أَبو طالب، وبعث معه أَبو بكر بلالًا وزودَّه الراهب من الكعك والزبيب". فهذا من الأَوهام الظاهرة لأَن بلالًا إنما اشتراه أَبو بكر بعد مبعث النبي ﷺ، وبعد أَن أَسلم بلال وعذبه