للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فائدة]

وذكر الأستاذ أبو منصور البغدادي أحد أئمة أصحابنا في (كتاب الأصول الخمسة عشر) كلامًا في فضل عائشة وفاطمة قال: "فكان شيخنا بو سهل محمد بن سليمان الصعلوكي وابنه سهل يفضلان فاطمة على عائشة وبه قال الشافعي، وللحسين بن الفضل رسالة في ذلك" ا هـ. وهذا مما لا شك فيه وقد قال : "فاطمة بضعة مني" ولا نعدل ببضعة من رسول الله أحدا كما قاله ابن داوود.

[فائدة]

أما زوجاته فهن أفضل النساء لقوله تعالى: ﴿يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ﴾ قالوا: "ويجب الوقف هنا ثم يبتدأ بالشرط وهو قوله ﴿إِنِ اتَّقَيْتُنَّ﴾ وجوابه ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ﴾ دون ما قبله. بل حكم الله بتفضيلهن على النساء مطلقًا من غير شرط وهو أبلغ في مدحهن وجواب الشرط ما بعده.

فإن قيل فقد روي: "كل مع صاحبه في الدرجة" فإذا كانت عائشة مع النبي في درجته وفاطمة مع علي في درجته فتفاوت ما بينهما كتفاوت ما بين الدرجتين، قيل: قال الإمام في الشامل هذا لا يترى (١) لأنه معلوم أن عائشة لا تكون في درجتها كدرجة النبوة فإن قلت: هي في منازل الأتباع قلت هذا لا يعطي فضيلة متأصلة ولو كانت الفضيلة بهذا القدر لكان يتعدى هذا إلى كل من خدم رسول الله وتبعه وليس الأمر كذلك


(١) لا يطّرد.

<<  <   >  >>