للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعضها سمى كتابه قائلا: "قال أبو منصور البغدادي في استدراكه". ونراه أحيانًا ينقل عنه ثم يشطب نقله ويثبت الحديث من طريق آخر غير طريقه كما سيمر بك.

وأهدى الزركشي مصنفه هذا على ما ترى في خطبة الكتاب إلى القاضي برهان الدين بن جماعة.

ثم جاء الإمام السيوطي فاختصره - على عادته في كثير من مؤلفاته - في رسالة سماها (عين الإجابة في استدراك عائشة عَلى الصحابة) (١).

[ب - المؤلف]

أما الزركشي فهو محمد بن عبد الله بن بهادر بن عبد الله الزركشي أبو عبد الله بدر الدين؛ مصري المولد والوفاة، تركي الأصل، شافعي المذهب كان إمامًا علامة مصنفًا محررًا ولد سنة ٧٤٥ هـ. وأخذ عن الشيخين جمال الدين الأسنوي وسراج الدين البلقيني ورحل إلى حلب فأخذ عن الشيخ شهاب الدين الأذرعي. وسمع الحديث بدمشق وغيرها وكان فقيهًا أصوليًا أديبًا فاضلا في جميع ذلك. ودرّس وأفتى وولي مشيخة خانقاه كريم الدين بالقرافة الصغرى. قال البرماوي: "كان منقطعًا إلى الاشتغال، لا يشتغل عنه بشيء وله أقارب يكفونه أمر دنياه".

وكان خطه ضعيفًا جدًّا، قل من يحسن استخراجه (٢) توفي بمصر ثالث رجب سنة ٧٩٤ هـ ودفن بالقرافة الصغرى بالقرب من تربة بكتمر الساقي (٣).


(١) كشف الظنون.
(٢) إي والله فقد لقينا منه الألاقي وكان يمر علينا النهار بكامله فلا نحل من مشاكله أكثر من أربع كلمات بعد الرجوع إلى الأمات من كتب الحديث والرجال، وإذا كان قل من يحسن استخراج خطه من أكثر من خمسة قرون، فقدر بنفسك أي عنت يلقى من يتعرض لذلك في عصرنا الحاضر.
(٣) عن شذرات الذهب، وحسن المحاضرة للسيوطي، وقاموس الأعلام للزركلي بتصرف يسير.

<<  <   >  >>