للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أثواب بيض سحولية (١) ليس فيها قميص ولا عمامة." وقال لها: "في أي يوم توفي رسول الله قالت: "يوم الاثنين" قال: "فأي يوم هذا؟ " قالت: "يوم الإثنين" قال: "أرجو فيما بيني وبين الليل" ينظر إلى ثوب عليه كان يمرض فيه، به ردع (٢) من زعفران فقال: "اغسلوا ثوبي هذا، وزيدوا عليه ثوبين فكفنوني بها "قلت: "إن هذا خلق" قال: "إن الحي أحق بالجديد من الميت، إنما هو للمهلة" فلم يتوفَّ حتى أمسى ليلة الثلاثاء ودفن قبل أن يصبح". ورواه عبد الرزاق.

قال: وقوله (إنما هو للمهلة): من كسر الميم فإنه أراد الصديد، ومن ضمها شبهه بعكر الزيت وهو المُهل. والرواية بكسر الميم. وقال ابن السيد في المقتبس: قوله: (إنما هو للمهلة) كذا رواه يحيى؛ والمعروف المهلة أو المهلة يعني بالفتح أو بالكسر، فإذا حذفت تاء التأنيث قلت: المهل لا غير. ورواه أبو عبيدة: إنما هو للمُهل وقال: المهل في هذا الحديث الصديد والقيح، وهو في غيره كل شيء أُذيب من جواهر الأرض، كالذهب والفضة والنحاس. والمهل عكر الزيت قال: وأكثر رواة الموطأ على الكسر.

وقال الزمخشري في الفائق: روي للمُهلة وللمَهلة والمِهلة بكسر، ثلاثتها: الصديد والقيح الذي يذوب ويسيل من الجسد ومنه قيل للنحاس الذائب: المهل.


(١) السحول جمع سَحْل وهو ثوب أبيض أو من القطن.
(٢) الردع (بالفتح) الزعفران، أو لطخ منه، وأثر الطيب في الجسد.

<<  <   >  >>