للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن شخصاً يقال له محمدون بن الأقفاصي رأى في منامه شخصاً من ولد الحسين بن علي عليهما السلام وهو يقول له يا محمدون أنا مناد من تنور الخبز ومجرى الحمام الصغير، فلما أصبح قص المنام على بعض الأكابر واستشاره في نبشه فأشار عليه أن لا يفعل، فأمسك الرجل.

فلما كان في الليلة الآتية رأى الرؤيا بعينها وهو يقول له احفر ضريحي ولا تهمله وإنه ما أقول لك أن تراب الضريح يشفي من جميع الآلام والأسقام، فلما أصبح الصباح حفر المكان وظهر الضريح فأقبل الناس ينكرون عليه وإذ برجل أعمى قد أخذ من تراب الضريح شيئاً وتركه على عينه فأيصر فكبر الله وحمده، ورأى الناس تأثير الضريح فتهافتوا عليه وحظر محمدون بسببه، وتكاثر على الضريح أصحاب الآلام والعاهات وكل من جعل على ألمه شيئاً من ترابه برئ لوقته.

وسمع بذلك شخص من التتر يعتريه الصرع فأتى وطلب معالجته فشرط عليه من بالمكان أن يترك شرب الخمر ولحم الخنزير وقتل المسلمين فالتزم ذلك وأخذ من تراب الضريح فبرئ لوقته، فسر بذلك وخرج مسافراً فمر بتل زيار، وبه دير النصارى فنزل عندهم وحكى لهم صورة حاله فقال له النصارى أنت إنما برئت بما عولجت به وتداويت لا بهذا القبر، فأثر هذا القول بنفسه فعاوده الصرع فجاء إلى الضريح وطلب من ترابه فقيل له ألم تك قد أخذت منه وعوفيت فقال بلى ولكنني مررت بدير فيه نصارى فحكيت لهم فذكروا لي كيت وكيت فأثر ذلك عندي فعاودني ما كان بي فقيل له تلك المرة بطل حكمها، والآن فما ينفعك شيء من هذا الضريح إلا أن تسلم وتشهد

<<  <  ج: ص:  >  >>