ثم رحل السلطان من غزة فدخل دمشق يوم الاثنين سابع ذي القعدة وقدم عليه الملك الأشرف صاحب حمص فخلع عليه وأعطاه ثمانين ألف درهم وحملين ثياباً وزاده من البلاد تل باشر وكان الملك المظفر رحمه الله قد حلها عنه وقدم عليه الملك المنصور صاحب حماة فخلع عليه وأعطاه ثمانين ألف درهم وحملين ثياباً وكتب له توقيعاً ببلاده التي بيده ثم جهز الخليفة وأولاد صاحب الموصل صحبته فكان الذي غرم على تجهيز الخليفة وأولاد صاحب الموصل فوق الألف ألف دينار عيناً وجهز الأمير علاء الدين أيدكين البند قداري لنيابة السلطنة بحلب وأعمالها وبعث معه عسكراً لمحاربة البرلي وقدم عليه الأمير سيف الدين بلبان الرشيدي فخرجا من دمشق في منتصف ذي القعدة فلما وصلا حماة خرج البرلي من حلب وقصد حران فتبعه الرشيدي ودخل البند قداري حلب ولما وصل الرشيد الفرات رحل البرلي عن حران وقصد قلعة القرادي فحاصرها حتى أخذها من نواب التتار عنوة ونهبها وعاد الرشيدي بعسكره إلى أنطاكية فشن الغارة على بلدها ودام ذلك سنة حتى بذلوا له مالاً في طلب المهادنة فأبى ثم بلغه أن الملك الظاهر خرج من دمشق قاصداً مصرفي سبع عشر ذي الحجة فرحل عن أنطاكية.