صلاح الدين يوسف رحمه الله وذلك لما ورد الخبر بمقتله.
[ذكر بيعة المستنصر بالله أبي القاسم أحمد بمصر]
ورد إلى مصر في رجب من هذه السنة أبو القاسم أحمد ومعه جماعة من العرب وذكروا أنه ابن الظاهر بأمر الله أبي نصر محمد بن الناصر وهو أسود اللون وذكروا أنه خرج من دار الخلافة لما ملكها التتر فأراد الملك الظاهر أن يقلده الخلافة فعقد له مجلس بقلعة الجبل وحضر الأعيان والأكابر والشيخ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام رحمه الله والقاضي تاج الدين عبد الوهاب بن خلف وكان الملك الظاهر قد عزل القاضي بدر الدين السنجاري عن قضاء الديار المصرية في أوائل هذه السنة وقلد القضاء لتاج الدين المذكور فشهد أولئك العربان بأن أبا القاسم هذا هو ابن الظاهر بأمر الله وعم المستعصم بالله وأقام القاضي تاج الدين جماعة من الشهود اجتمعوا بأولئك العرب وسمعوا شهادتهم ثم حضروا عند القاضي تاج الدين فشهدوا بالنسب بحكم الاستفاضة فقام القاضي تاج الدين على قدميه وقال ثبت عندي نسب أبي القاسم هذا وأنه ابن الإمام الظاهر بأمر الله فبايعه الملك الظاهر والشيخ عز الدين والقاضي تاج الدين والحاضرون ونودي بالقاهرة ومصر بخلافته ولقب المستنصر بالله لقب أخيه ويوم الجمعة التالية لهذه البيعة حضر الملك الظاهر والأكابر والقضاة وخطب الخليفة خطبة مختصرة وصلى بالناس صلاة العصر ونثرت الدراهم والدنانير باسمه وخلع على الملك الظاهر خلعة