القرشي الأسدي الزبيري المصري الصاحب الوزير زين الدين مولده في سنة ست وثمانين وخمسمائة وقيل غير ذلك وتوفي ليلة الأربعاء المسفرة عن رابع عشر ربيع الآخر هذه السنة ثمان وستين وستمائة بالديار المصرية كان إماماً عالماً فاضلاً ممدحاً كبير الرئاسة وزر للملك المظفر قطز رحمه الله ثم وزر للملك الظاهر ركن الدين رحمه الله في أوائل دولته مدة ثم صرفه بالصاحب بهاء الدين رحمه الله ولزم بيته إلى أن أدركته منيته في التاريخ المذكور وله نظم جيد فمنه:
لامني والعذر مشتهر ... عاذل ما عنده خبر
في هوى من حسن صورته ... سجدت طوعاً له الصور
رشا ما قال واصفه ... أنه بالوصف ينحصر
رام غصن البان قامته ... فانثنى من ذاك يعتذر
واستعار الظبي مقلته ... واكتسى من نوره القمر
أسمر أخبار عاشقه ... بين أخبار الورى سمر
وإمام في ملاحته ... واثق بالحسن مقتدر
أمروا قلبي بسلوته ... أنا عاص للذي مروا
لو بقلبي مثله عشقوا ... أو بعيني حسنه نظروا
لرأوا غيي به رشدا ... ولكانوا في الهوى عذروا
[السنة التاسعة والستون وستمائة]
دخلت والخليفة والملوك على القاعدة في السنة الخالية خلا أبي حفص عمر بن بي إبراهيم يوسف صاحب مراكش فإنه قتل في حرب