حباني وأحياني وقرّب منزلي ... وقابلني منه سناً وقبول
وما أنا والأشعار لولا صفاتكم ... تعلمني في الحال كيف أقول
فلا زلت في الدنيا سعيداً مهنأ ... ولا زلت منصور اللوى وتنيل
[السنة الخامسة والسبعون وست مائة]
دخلت هذه السنة والخليفة والملوك على القاعدة في السنة الخالية والملك الظاهر بالشام عائداً من الكرك.
[متجددات الأحوال]
في ثالث المحرم دخل الملك الظاهر دمشق، وافق يوم دخوله إليها وفد عليه من أعيان المغل سكتاي وأخوه جاروجي واخبراه أن الأمير حسام الدين بيجار التاتيري قد قطع خرت برت وولده بهادر عازمان على الحضور. وكان سبب وصول سكتاي وأخيه أن بهادر كان متزوجاً بأختهما. وكان لهما أخ كافر فوصل إليهما ومعه جماعة من أقاربهم. وطلبوا منهما مالاً وقالوا لهما: أنتما في راحة بسكنى المدن، ونحن في التعب بملازمة البكار فأعطونا شيئاً نستعين به، وإلا أحضروا معنا إلى أبغا ليفصل بيننا؛ فشاوروا البرواناة فأشار أن يدفعا لهم ما التمسوه، فأخذوه وتوجهوا، فقال البرواناة لبهادر: ما أنا ممن يدعو علينا عند أبغا إننا باعيه فنتضرر: فلحقهم بهادر وصهراه فقتلوهم وأخذوا ما معهم.