أحال حضيض السكر أوج ترفعي ... وأحسب وادي الفوق مطلع فرقد
فلما تجلى لي على كل شاهد ... ساقرني بالرمز في كل مشهد
تجنبت تقييد الجمال ترفعاً ... وطالعت أسرار الجمال المبدد
وصار سماعي مطلقاً منه بدؤه ... وحاش لمثلي من سماع مقيد
ففي كل مشهود لقلبي شاهد ... وفي كل مسموع له لحن معيّد
[فصل في المشاهد الجمالية:]
أراه بأوصاف الجمال جميعها ... بغير اعتقاد للحلول المعبّد
ففي كل هيفاء المعاطف غادة ... وفي كل مصقول السوالف أغيد
وفي كل بدر لاح في ليل شعره ... على كل غصن مائس العطف أملد
وعند اعتناقي فيه قد مهفهف ... ورشفي رضاباً كالرحيق المبرّد
وفي الدر والياقوت والطيب والحلي ... على كل شاجى الطرف لدن المقلد
وفي حلل الأثواب راقت لناظري ... بزبرجها من مذهب ومعمد
وفي الراح والريحان والسمع والغنا ... وفي سجع ترجيع الحمام المغرد
وفي الدوح والأنهار والروح والندى ... وفي كلّ بستان وقصر مشيد
وفي الروضة الغنّاء غبّ سمائها ... تضاحك نور الشمس نوارها الندي
وفي صفو رقراق الغدير إذا حكى ... وقد جعلته الريح صفحة مبرد
وفي اللهو والأفراح والغفلة التي ... تمكن أهل الفرق من كل مقصد
وعند انتشاء الشرب في كل مجلس ... بهيج بأنواع الثمار منضّد
وعند اجتماع الناس في كل جمعة ... وعيد وإظهار الرياش المجدد