وفي سادس شوال توجه الملك الظاهر إلى الإسكندرية وعاد إلى مصر في ثامن عشر ذي القعدة وبعد ذلك تقدم بعزل ناصر الدين أحمد بن المنير قاضي الإسكندرية وخطيبها فولى عوضه في القضاء برهان الدين إبراهيم بن محمد بن علي اليوشي المالكي وكان خاملاً بمصر متواضعاً فقيراً فخلع عليه وأعطى بغلة فتوجه إليها.
[حرب جرت بين بركة وهولاكو]
لما قتل هولاكو رسل بركة وسحرته جمع عسكراً من سائر الآفاق التي استولى عليها ورحل من علا دار ووصل إلى دمر قانو وقطر نهر كوثا فصادف عسكراً لبركة فأوقع به وأقام خمسة عشر يوماً فجمع بركة عساكره وقصده فالتقى به وتقاتلا فكانت الدائرة على هولاكو وقتل من أصحابه خلق كثير وغرق منهم في النهر المذكور أكثر مما قتل ونجا هولاكو بنفسه في شرذمة قليلة، فلما رأى بركة كثرة القتلى بكى وقال يعز علي أن أرى المغل تقتل بسيوف بعضهم بعضاً لكن كيف الحيلة في من غير آسة جنكزخان، ولما عاد هولاكو مهزوماً مر ببلاد أران فوجد طائفة من أصحاب بركة بنواحي شروان وشماخي فأوقع بهم ولما وصل أردوه استشار كبراء دولته في جمع عسكر ليقصد به بكرة فثبطوه.