فلذ من بعلبك ربع أنس ... تجد فيه حياتك في جنان
ولا شيء عنان النفس يوماً ... إلى غير المثالب والمثان
ونل مما تحب مناك منها ... وأنت من الحوادث في أمان
وقبل بالغداة خدود ورد ... علاها الدمع من عين القيان
أذلت الظل حاذر كف جان ... تساقط عنه ظناً بالجمان
وصن بنت الكروم إذا أذليت ... مشامشها وصبت في الصوان
وشاهد شهدها الممزوج منها ... بذوب الثلج من تلك الرعان
وزر منها البقاع تجد بقاعاً ... تروق لناظر وتشوق جاني
وزد تلك الضياع ترى ضياعاً ... مقامك في سواها من جنان
وسق أخاك من روض السواقي ... قبيل الصبح من قان القناني
وعاين فيه نرجسه عيوناً ... تفض لحسنها مقل الحسان
ولذ بالذلهمية إن كلاها ... تكامل وأدلهم بلا تواني
تجد روضاً وسنديد السواري ... فأصبح دونه البرد اليماني
وراجع بعلبك فكل ناء ... عن الأوطان منها اليوم داني
فقد أضحت بموسي في فخار ... ببهجته أنار النيران
فدامت في سعود من علاها ... مقيم ما أقام الفرقدان
وقال أيضاً في المعنى:
حي من أرض بعلبك ربوعاً ... لسوام السرور أضحت ربيعا