للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعشرين من ربيع الآخر بدمشق بالمدرسة النورية، ودفن بمقابر الصوفية خارج باب النصر عند قبر شيخه جمال الدين الحصيري - رحمه الله تعالى.

وكان تاج الدين المذكور من الصلحاء العلماء الفضلاء، لين الجانب، دمث الأخلاق، كريم الشمائل، كثير التواضع، قنوعاً من الدنيا بقدر الكفاية، معرضاً عن التكثر مع تمكنه من ذلك وقدرته عليه؛ وكانت له وجاهة عظيمة عنند الملوك والأمراء والوزراء والأكابر والقبول العظيم من الخاص والعام. وله اليد الطولى في النظم، فمن شعره:

حدث فقد حدثتنا دوحة السلم ... عنهم فما أنت في قول بمتّهم

أخيّموا بالكثيب الفرد أم نزلوا ... منابت الرمل بالوعساء من إضم

هل حدثوك فأضحى الدرّ من صدف ... الثغور ما بين منثور ومنتظم

أضحى النسيم عليلاً ما به رمق ... لما رموه من الجفان بالسقم

أهوى حديث قديم العهد إن نطقت ... به المعاهد عن أحبابنا القدم

ويزدهيني وميض البرق في سدف ... من الظلام بحالي ثغر مبتسم

بأمور ذا اللهو من أجزاع كاظمة ... نحن العطاش إلى سلسالك الشبم

أعابد فيك ما قضيت من وطر ... مع الظباء ولو في طارق الحلم

أفدى أناساً لووا عهد اللوى ونأوا ... عني وما حلت عن عهدي ولا ذمم

أحبة كلما اشتاق عن ادّكارهم ... تبدل الدمع من تذكارهم بدم

وقال أيضاً - رحمه الله تعالى:

إن كان قصدي غيركم يا سادتي ... لا نلت منكم بغيتي وإرادتي

<<  <  ج: ص:  >  >>