فأهووا إلى لثم الأسنة في الوغى ... كأنهم العشاق وهي المناسم
وصالحت البيض الصفاح رقابهم ... وعانقت السمر القدود النواعم
فكم حاكم منهم على ألف دارع ... غدا حاسراً والرمح في فيه حاكم
وكم ملك منهم رأى وهو موثق ... خزائن ما تحويه وهي غنائم
توسوست السمر الدقاق فأصبحت ... لها من رؤوس الدارعين تمائم
فيا ملك الاسلام يامن بنصره ... على الكفر أيام الزمان مواسم
بهن بفتح سار في الأرض ذكره ... سرى الغيث تحدوه الصبا والنعائم
بذلت له في الله نفساً نفيسة ... فوافاك لا يثنيه عنك اللوائم
ولما هزمت القوم ألقت زمامها ... إليك الحصون العاصيات العواصم
ممالك حاطتها الرماح فكم سرت ... على رجل فيها الرياح النواسم
تبيت ملوك الأرض وهي مناهم ... وليس بها منهم مع الشوق حالم
ولولاك ما أومى إلى برق ثغرها ... لعزة مثواه من الشام شائم
أقمت لها بالخيل سوراً كأنها ... أساور أضحت وهي فيها معاصم
فلا زلت منصور اللواء مؤيداً ... على الكفر ما ناحت وأبكت حمائم
وحضر بعد الوقعة الأمير سيف الدين جالس بن إسحاق، والأمير ظهير الدين متوج، وشرف الملك الأمير نظام الدين بن شرف بن الخطير، وولد الأمير ضياء الدين، وأخوه الأمير سيف الدين بلبان المعروف لكجكنا، والأمير سيف الدين شاهنشاه، والأمير مظفر الدين حجافي،