في ثلاثة آلاف فارس ونازلها، فغلق أهلها أبوابها في وجهه، فرفع على رأسه سناجق الملك الظاهر التي سيّرها مع أخيه علي بك من قيصرية، وبعث إليهم يعرّفهم أن الملك الظاهر كسر التتر ودخل قيصرية وملكها وخطب له فيها وضربت الدراهم باسمه وأنه من قبله، فلم يركنوا إلى قوله، فأحرق باب الفاخراني وباب سوق الخيل، ودخل قونية يوم عرفة الظهر وهو يوم الخميس، وكان النائب بها أمين الدين ميخايل فقصد من معه داره ودار غيره من الأمراء والأسواق والخانات، فنهبوها ثم إنهم ظفروا بأمين الدين، فأخرجوه ظاهر البلد وعذبوه إلى أن استأصلوا ماله، ثم قتلوه وعلّقوا رأسه داخل البلد. ولما لم يسلم أهل البلد القلعة رتب أن يلقى رجلاً شاباً عنوة في الطريق، فإذا رآه رمى نفسه عليه وقبّل رجليه. فإذا قال له الشاب: من أين تعرفني؟ يقول له: ما أنت علاء الدين كيخسرو بن السلطان عز الدين كيقباذ، أنسيت تربيتي وحملي لك على كتفي، وليكن ذلك بمشهد من العامة؟ فلما فعل ذلك ازدحم العامة عليهما، وإذ الجماعة من التركمان كانوا رؤيت معهم أنهم إذا رأوا العامة قد أحدقوا به يأخذونه من بين أيديهم ويحملونه إلى شمس الدين. فلما فعلوا ذلك أقبل عليه وضمّه إليه وعقد له لواء السلطنة وحمل السناجق على رأسه، وذلك في رابع عشر ذي الحجة. فحملت أهل قونية المحبة في آل سلجوق على المتابعة، ثم نازلوا القلعة فامتنع من فيها من تسليمها، فحاصروها حتى تقرّر بينهم الصلح على تسليمها، ويعطى