من نظمه وشرحها وبسط القول فيها، واستشهد على لفظ أصيلبمعنى مكين ثابت من قولهم فلان أصيل الرأي فقال: قال ابن صمصام الرقاش في آياي تسعة آخرها:
لا يعجبنك من خطيب قوله ... حتى يكون مع البيان أصيلا
شرّ البيان بيان أهوج مكثر ... في القول لا يلفى له معقولا
قال: ومن زعم ان هذا الشعر للأخطل التغلبي فقد أخطأ. وفيه البيت الذي استشهدت به الأشعرية على حقيقة الكلام على ما أنشده وهو:
إن من البيان من الفؤاد وإنما ... جعل السان لما يقول رسولا
ورواه الأشعرية:
إن الكلام من الفؤاد وإنما ... جعل اللسان على الفؤاد دليلا
قال: والصحيح ما قدمناه لأن الآيات عندنا جميعها باسم قائلها وشاعرها محدث. قال: وليس هذا موضع الكلام على هذه المسألة، ونحن على المنهاج الأفضل وإجماع السلف الأول. توفي الشيخ أبو البيان - رحمه الله - بداره بدمشق في درب الحجر شمالي الرباط المنسوب إلى أصحابه في شهور سنة إحدى وخمسين وخمس مائة، ودفن بمقابر باب الصغير في مقبرة الصحابة - رضي الله عنهم. وقال أبو يعلى التميمي: توفي يوم الثلاثاء ثالث شهر ربيع الأول من هذه السنة المذكورة. نقلت ذلك من خط قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خلكان - رحمه الله تعالى.
أحمد بن عبد السلام بن المطهر بن عبد الله بن محمد بن هبة الله بن علي بن