فارس وهم في منزل جلوس في لعب ولهو، فما احسوا إلا وقد أحيط بالدار، فهرب الأولاد واختفوا. وقطعت رؤوس العمين وجعلت في طشت وتسلمهم نبيل السلوقي، ودخل على الملك بالرأسين وهو على مدورة سوداء، وبيده قضيب ذهب زنته عشرة أرطال مصرية، فقال: أين بقيتهم؟ قال: واصلون في الزناجير، وكان عنده القاضي وأربعة عدول، فقال لهم: تركبون وتحفظون خزائنهم ووجودهم، وتحضرون لي ما في هذه الورقة مما أصرف إليهم، فقبضها القاضي وساروا إلى ما رسم لهم بهم، ودخل الباقون في الزناجير، فضرب أعناق السبعين مقدماً المخامرين، ثم استدعى بالثلاثة الأخر، فقطع من لحومهم وشوى واطعموا وهرب أولاد عمّيه فقراء واختفوا واحتيط على ما كان لهم جميعه، وكل ذلك في ثلاثة أيام. ثم صعد الملك محمد علي منبر من العاج مصفح بالذهب، فذكر الله وأثنى عليه وذكر نبيه صلى الله عليه وسلم، وقال في آخر كلامه: عفا الله عنكم المجرم وغير المجرم. ثم أمر بهدم دور المخامرين إلى الأساس، وكذلك بساتينهم ولم يبق لهم أثر، ولم يظهر لها بعدهم غلام ولا مملوك إلا قبض عليه. وأقام محمد بعد قتل عميه سنة، ثم جمع العلماء والأكابر. وقال أيضاً رحمه الله: قال: أنتم مؤمنون أم لا؟ - وقال: ومن أنا؟ - فقالوا: أميرنا، قال: فإذا اجتمع بحثي وبحثكم كيف يكتب؟ قالوا: أمير المؤمنين؛ قال: فاكتبوه. وكتب إلى سائر بلاده ومسيرتها أربعة أشهر برّاً وشهران في البحر المالح، ثم أنه فصل الخلع