ضيف الكريم جدير أن يضاف له ... إلى الكرامة من ألطافه نزل
بررت أصلك في داريك محتبساً ... فقد تكافأ فيك الحزن والجدل
فجعت بالأنس ليلاً كنت ساهره ... لله والنوم قد حظت به المقل
وحال فور نهار كنت صائمه ... إذا تهجد بنار الشمس مشتعل
لا زال مثواك مثوى كل عارفة ... وروضة النصر من سحب الرضى خضل
إلى متى بعزو تطمئن ولا الم ... لوك رد الردى عنهم ولا الرسل
ولا حمى من حمام جحل نجب ... ولا حصون منيعات ولا قلل
يا لاهياً لاهياً عن هول مصرعه ... وضاحك البين منا يضحك الأجل
لا تحل نفسك من دار فإنك من ... حين الولاد مع الأنفاس مرتحل
وما بقي بنديم السير يتبعه ... إلى محل بلاه سابق عجل
ورثاه جماعة أخر لكن اقتصرنا على هذه القصيدة طلباً للاختصار.
وكان رحمه الله سمع الحديث على جماعة، منهم الحافظ شهاب الدين خالد النابلسي وغيره، واشتغل على جماعة لم يلتحق أحد منهم به والذي أظهره وقدمه على أقرانه، ومن هو أفقه منه كثرة زهده في الدنيا، وعظم ديانته رحمه الله تعالى.
يوسف بن الكردي العدوي المعروف بأبونا.
كان من الصلحاء المجتهدين في خدمة الفقراء والقيام بوظائفهم، والمبالغة في إيصال الراحة إليهم، مع كثرة العبادة والتخلي من الدنيا. وكان مقيماً بتربة الحاج ازدمر المعزي خارج باب القرافة الصغرى، وتوفي بها يوم السبت خامس عشر