للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان لي منه إذا الخطب أظلمت ... أوائله رأى رضىً عواقبه

وكنت إذا ما تهت في الجهل والصبى ... هداني لرشدي علمه وتجاربه

فمن لي بجفن مسعد لي في الأسى ... عليه فجفني عليه والجفن خاضبه

أمولاي مجد الدين دعوة مفرد ... غدوت على قرب المزار مجانبه

سلكت سبيلاً عشت خوف سلوكها ... وأنت خميص البطن بالصوم شاحبه

وعمرت داراً لم تزل لتحلّها ... تحن إلى يوم النوى وتراقبه

وخلّفت علماً يستضاء بنوره ... إذا الجهل سارت في الوجود غياهبه

ليهنك خير كنت قدماً تسره ... وتستره عنا ويحصبه كاتبه

وسر في سنا الذكر الذي كنت دائماً ... تحثّ على تكراره وتواظبه

وزر سيداً قد كنت إن رمت مدحه ... هدتك إلى النظم البديع مناقبه

ودونك ما أملته من رغائب ... فمدحك فيه باهرات غرائبه

إذا جئته تسعى إلى الحوض طامياً ... وطوبى لك العذب الذي أنت شاربه

ولا زال وفد العفو نحوك والرضى ... تفوض عادته وينزل آئبه

وقال إن مجد الدين محمد بن الظهير رحمه الله اجتاز بحماة ومعه بضاعة فطلب منه المكس، فكتب إلى الصاحب شرف الدين عبد العزيز رحمه الله وزير صاحب حماة، إذ ذاك يقول:

يا أيها الصدر الذي أضحى بإن ... كار العلى كلفاً بغير تكلّف

هل يعذروا النواب في تكليفهم ... حق الجوار لشاعر متصوف

<<  <  ج: ص:  >  >>