تهوى القلوب لها شوفاً فلو قدرت ... طارت إليها زرافات ووحدانا
حيث المواعيد لا تفضي المواهب لا ... تحصى وعين الرضى لم يعص إنسانا
ويورد الوصل مشروع لوارده ... لم يلق من دونه سداً وهجرانا
فطائر المدح غريد على فنن العلياء مورد أسجاعاً وألحانا
والمشرفيات لا تنبو مضاربها ... والسمر تحمل رايات وخرصانا
وللقرى النار على بالعلياء مضرمة ... يعشو إلى ضوءها من جاء عريانا
وكل غير أن يخشى الموت سطوته ... ويلبس الدهر ثوب الذل ألوانا
دار إذا حل ذو منّ بساحتها ... رأى غرائب لا تحصى وأفنانا
إن حلّها عابد الغيّ بساحتها ... ديراً يضمن تسبيحاً وتحيانا
حفت بهيكله العباد قد لبسوا ... تحت المسوح من الأحزان قمصانا
فعابد قد أسال الفقر مهجته ... دمعاً وأصلاه خوف النار نيرانا
وعابد يرتجي حيث الجزاء غداً ... فما يدين به حور وولدانا
فذاك في قبض خوف لا انبساط له ... وذا تروحه الآمال أحيانا
أو حلها مسالك ألقى بجانبها ... وكائب العزم لا يسأمن وجدانا
يحملن كل بعيد إليهم قد بذل القرار والنوم للعلياء إيمانا
كالسيف يقطع من تلقاه شفرته ... والنجم يهدي لدى الظلماء ركبانا
أو حلّها عارف مذلّ بمعرفته ... رأى معارفه جهلاً ونكرانا
حتى إذا ما ارعوى أهدى نسيم ريّا ... ذاك الحباب له عرفاً وعرفانا