عجباً له حمل الثياب وجسمه ... كالماء كيف يضمر قلباً قاسي
ما زال يعذلني عليه عاذلي ... ويزيد في عذلي وينقب رأسي
حتى رآه فصار من عشاقه ... فأقام عذري فيه بين الناس
فإذا انثنى خلناه غصن اراكة ... وإذا دنا خلناه ظبي كناس
أنا من هواه من الصبابة في غنى ... ومن التصبر عنه في إفلاس
يبدو فتحسبه هلالاً مشرفاً ... من تحت طرة شعره الدعاس
وقال أيضاً في الشيب:
قل للذي لبس السواد والبس الشعر السوادا
ضيعت عمرك في المحال ولم تنل أبداً مرادا
لو مت في رجع الشباب ولو فرشت له الرمادا
وزمان لهوك والصبا ... ولى وارائك الكسادا
أفسدت صنعتها وما ... حب الفساد فنى فسادا
فافعل بنفسك ما تشا ... واجعل لك الاحزان زادا
وقال أيضاً رحمه الله تعالى:
بنفسي حبيب كامل الحسن وافر ... الجمال سريع السخط عند عقوقه
إذا ماس حار الغصن من شرف به ... وإن لاح غار البدر عند شروقه
فما السحر إلا من نفاثة طرفه ... وما الخمر إلا من سلافة ريقه
لقد عمه بالحسن خال بخده ... تحامى عن الازهاء فوق شقيقه
على مثله يرض أخو الشكر هتكه ... ويجفو الصديق المرتضى لصديقه