للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صورة، فدخل الشيخ عبد الرحمن بزي الفقراء، فرسم له بتقبيل الأرض، فأبى فأهوى به إلى الأرض غصباً، وفعل برفاقه كذلك، وسمع كلامهم، أخذ الكتاب الوارد من الملك أحمد على يد الشيخ عبد الرحمن فقرأه، وقاموا بين يديه، فسير لهم الخلع الفاخرة، وتفقدهم، ثم أعلمهم بموت الملك أحمد، ثم أحضرهم مرة أخرى، وكان الشيخ عبد الرحمن قد أحضر هدية حسنة، فقبلت، واستقروا على حالهم، وكان قدوة الملك أحمد ومشيره، وتحكم في دولته تحكماً كبيراً، وتحدث في البلاد والأوقاف جميعها في العجم، وبلاد العراق، والشرق، والروم، وظهر للمغل من كراماته ما أخذ عقولهم، ووصل إلى ماردين في رابع ربيع الآخر، ثم وصل البيرة، وصحبه جماعة مغل وغيرهم يخدمونه ويحملون الخبز على رأسه، والسلحدارية وغيرهم وراءه، فتلقاهم جمال الدين أقوش الفارسي أحد الأمراء بحلب، فمنعهم من الخبز والسلاح، وركنهم في الليل، ومنعهم من الحديث مع أحد، وساق بهم منكباً على الطريق، فعز عليهم ذلك، ووصل بهم حلب في سادس عشرن شوال، وأخفى أمرهم، ثم أخرجهم ليلاً، ووصل بهم دمشق خفية ليلاً، وأنزلوا بدار رضوان بقلعة دمشق، وفصل عنهم غلمانهم إلى أن حضر السلطان من مصر، وجرى ما ذكرناه.

وفيها توفى:

أحمد بن محمد بن منصور أبو العباس ناصر الدين الخزامي المالكي المعروف بابن المنير قاضي الاسكندرية. مولده في ثالث ذى القعدة سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>