للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغسله وعاقبه، فقال صاحب الديوان في ذلك:

لا تيأسن لما جرى فالخير فيه لعله ... قد كان عبداً آبقاً يعصى الاله فغله

فلما عاد العسكر مكسوراً، حمل صاحب الديوان في صحبتهم إلى همذان، وهناك مات أبغا بن هولاكو، وأخوه منكوتمر، فولى الأمر الملك أحمد باتفاق من صاحب الديوان علاء الدين، وأخيه الصاحب شمس الدين محمد ابن محمد الجوينى، فبعد أشهر يسيرة دون السنة هلك أحمد، وولى أرغون ابن أبغا، وطلب صاحبي الديوان؛ فاختفيا عنه، وتوفى علاء الدين بعد أشهر من ذلك مختفياً، وطلب شمس الدين، فأخذ له أماناً من أرغون وأحضر عنده فغدر به، وقتله بعد موت أخيه بمدة يسيرة، وكان لهذا شمس الدين ولدان رؤساء، لهم مكارم، واحتفال بالوظائف التي يعملوها. والناس على أبوابهم وهم في سعة صدورهم والاحسان الوافر، وإذا عملوا دعوة غرموا عليها الألوف، ودعوا إليها كل فقير وغني، ولم يكن مثلهم في رياستهم. فلما قتل أبوهم، فوض أمر العراق إلى جماعة مشركين، وهم: سعد الدين العجمي، ومجد الدين بن الأثير، والأمير المعروف بشكسان. فتعلق أحد أولاد شمس الدين المذكور الذي قتل وهو الأمير هارون على ارق وزير أرغون، وصاحب حساب العراق؛ فلما كان بعد سنة. حضر الجماعة عند الوزير ارق في منزلهم من تبريز، وعمل حسابهم، وأوجب عليهم القتل، وفعل ذلك بهم، وطلب كى خاتو أخو أرغون، وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>