وخلقاً يطول ذكرهم، وسمع بمصر أبا الحسن بن الصابوني، وأبا القاسم ابن الطفيل، وأبا الحسن بن المقير، وجماعة سواهم، وحدث. مولده بتلمسان في سنة ست أو سبع وست مئة، وتوفي بمصر ليلة الأحد التاسع من شهر رمضان المعظم هذه السنة، ودفن يوم الأحد بالقرافة الكبري رحمه الله وكان يوماً مشهوداً، وله يد في النظم، فمن ذلك:
أتطمع أن ترى ليلى بعين ... وقد نظرت إلى حسن سواها
سواها لا يروق الطرف حسنا ... وأوصاف الجمال لها حماها
حماها منزل الأحباب قدماً ... وإن كان الجلال لها حماها
أتنظرها بعين بعد عين ... فتلك العين يمنعها قذاها
قذاها إن أردت يزول عنها ... بعين الغير دهرك لا تراها
ترى الحسناء تسفر عن لثام ... سحيق المسك يعبق من شذاها
شذاها عطر الأكوان طيباً ... ونشر الطيب ينفح من ثراها
ثراها للعيون خلا خلاء ... فحسبك لا دوا إلا دواها
سناها يعجر الأوصاف عنه ... وحسب الفكر يقصر لو ثناها
ففخر المرء في دنياه حقا ... برؤية من رأى من قد رآها
فأقسم لا يرى الحسناء إلا ... محب لا يرى إلا هواها
هواها يحجب الأبصار طرا ... عن الكونين لا تبصر سواها
وكانت له مصنفات جليلة مفيدة تدل على إطلاعه، ويذكر ما كان يعانيه