للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنها ومجانيق الفرنج لها ... فرائس أسد أظفارها الظفر

وكم شكا الحصن ما يلقى فما كثرت ... يا قلبها أحديد أنت أم حجر

وللنقوب دبيب في مفاصله ... تثير سقماً ولا يبدو له أثر

أضحى به مثل صب لا يبين به ... نار الهوى وهي في الأحشاء تستعر

فحين أدرك فيه ما غرست به ... منها ولم يبق إلا أن يرى الثمر

ركبت في جندك الأولى إليه ضحى ... والنصر يتلوك منه جندك الأخر

قد زال ... تجلى عن قواعده ... وخر أعلاه نحو الأرض يبتذر

وساخ وانكشفت أفتاره وبدا ... لديك من مضمرات النصر ما ستروا

فمال يهوى إليهم كل ليث وغى ... له من البيض ناب والقنا ظفر

كأنهم وهم آساد معركة ... حمر براثنها عنت لها حمر

فاستصرخوا عمري الفتح واعتصموا ... بعفوه ورجاه من له عمر

؟ ولاذ بالصفح واستعطى الأمان لهم إحسان يقظان يعفو وهو مقتدر

فجدت حلماً وعلماً أنهم خول ... في جوزة القتل إن غابوا وإن حضروا

ومن غدا وفجاج الأرض قبضته ... فهم وإن أطلقوا منه فقد أسروا

فأبرزوا مثل ربات الحجال إذا ... ما غض أبصارهن الخوف والخفر

وقد علاهم شعار الذعر منك فلو ... حكمت بأسك في الأروح ما شعروا

وأصبح الحصن غلاً في نحورهم ... وعلة ما لهم في وردها صدر

<<  <  ج: ص:  >  >>