للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشهورة جبر بها الإسلام فرحمه الله ورضي عنه.

ومما حكى عنه أنه قتل جواده في يوم المصاف بعين جالوت ولم يصادف في تلك الساعة أحداً من وشاقيته الذين معهم جنائبه فبقي راجلاً ورآه بعض الأمراء الأكابر الشجعان المشهورين فترجل من حصانه وقدمه له ليركبه فامتنع وقال ما معناه ما كنت لآخذ حصانك في هذا الوقت وأمنع المسلمين الانتفاع بك وأعرضك للقتل وحلف عليه أن يركب فرسه فامتثل أمره ووافاه الوشاقية بالجنائب فركب فلامه بعض خواصه على ذلك وقال يا خوند لو صادفك والعياذ بالله بعض المغل وأنت راجل كنت رحت وراح الإسلام فقال أما أنا فكنت أروح إلى الجنة إن شاء الله وأما الإسلام فما كان الله ليضيعه فقد مات الملك الصالح وقتل الملك المعظم والأمير فخر الدين بن الشيخ مقدم العساكر ونصر الله الإسلام بعد اليأس من نصره يشير إلى نوبة المنصورة والقصة معروفة لا تحتاج إلى شرح، ولما قدم دمشق بعد الكسرة أجرى الناس كافة على ما كانوا عليه إلى آخر الأيام الناصرية في رواتبهم وإطلاقاتهم وجميع أسبابهم ولم يتعرض لمال أحد ولا إلى ملكه ثم توجه بعد تقرير قواعد الشام وترتيب أحواله على أجمل نظام إلى جهة الديار المصرية كما ذكرنا فرزقه الله الشهادة فقتل مظلوماً بالقرب من القصير وهي المنزلة التي بقرب الصالحية من منازل الرمل وبقي ملقى بالعراء فدفنه بعض من كان في خدمته بالقصير المذكور فكان قبره يقصد للزيارة دائماً واجتزت به وترحمت عليه وزرته وكثر الترحم عليه والدعاء على من قتله، وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>